الفلسطيني أحمد كمال قريناوي: الحروف أنقذتني من الحرب..
كشف الشاعر والكاتب والموسيقي الفلسطيني أحمد كمال قريناوي في برنامج "+Culture" عن تفاصيل علاقته العميقة بتونس، وكيف تحولت من غربة لغوية إلى انتماء إنساني، كما تطرق إلى رؤيته الفنية للأمل وسط الدمار في غزة.
تونس في القلب: الحب التونسي غير عادي
عندما وطأت قدماه تونس لأول مرة، وجد قريناوي نفسه أمام لغزٍ اسمه "اللهجة التونسية" التي وصفها آنذاك بـ"الموجات الصوتية بلا معنى".
وأوضح أنه سرعان ما تحول هذا التحدي إلى قصة فنية وقصة حب، خاصة بعد أن اكتشف "كرم التونسيين غير المشروط تجاه الفلسطينيين".
وقال أحمد كمال قريناوي "التونسيون لا يقبلون مني المال حين أتعامل معهم بمجرّد أن يعلموا أنني فلسطيني وهذا ما جعلني أصر على تعلم لهجتهم، لأقول لهم شكراً بلهجتهم ولأدفع لهم نظير خدماتهم".
وأضاف بلهجة مفعمة بالامتنان: "الحب التونسي للفلسطينيين غير عادي.. هم يحبوننا ليس لأننا ضعفاء أو بسبب الحرب، بل لأننا جزء منهم.. رأيت أعلام فلسطين في كل مكان، أكثر حتى من أعلام تونس! هذه رسالة لا تحتاج إلى ترجمة".
وبيّن قريناوي أن قصيدة محمود درويش "كيف نشفى من حب تونس؟" كانت السبب في اختياره تونس مكاناً لإكمال دراسته، ليكتشف لاحقاً أن الحب التونسي لفلسطين "بطولي وغير مسبوق" حسب تعبيره.
"جمالية الخطأ": عندما يتحول الزلل إلى إبداع
في حديثه عن كتابه الجديد "جمالية الخطأ"، الذي وُقّع مؤخراً في معرض الكتاب، كشف قريناوي أن الفكرة ولدت من سؤال بسيط في قاعة محاضرات جامعية.
وقال "لاحظ تخطأً إيقاعياً في قصيدة كتبها الأستاذ على السبورة، وعندما سأله إن كان الخطأ مقصوداً، اكتشفت أن الأخطاء أحياناً تخلق جمالاً جديداً.. هذا التحول جعلني أبحث عن الأخطاء المقصودة في الشعر العربي والعالمي، لأجد نفسي أمام موضوع لم يُطرق من قبل، فجعلتها رسالة ماجستير ثم كتاباً يُضيء على "الإبداع الخفي" في الزلل.
الموسيقى والأمل: "لا أريد كلمات تستعطف الدموع"
ودخل قريناوي عالم الموسيقى بالخطأ أيضاً، عندما قرأ كتاباً عن الفن فقرر أن يعزف على العود و اليوم أصبحت الموسيقى طوق نجاة له من ويلات الحروب التي عاشها منذ الطفولة.
وتابع "أرفض أن تكون أغانيّ عن غزة ندبة أو استعطافاً.. أختار الأمل في الأغاني وأريد أن أظهر الجمال في غزة".